أنواع العينات الإحصائية
ما هو مجتمع البحث؟
يعبر مجتمع البحث (المجتمع الإحصائي) عن كافة المفردات التي ستخضع للدراسة. ويمكن أن تكون هذه المفردات أفرادا طبيعيين أو منظمات أو أي شيء آخر. فعلى سبيل المثال لو أراد الباحث أن يقوم بدراسة عن تأثير استخدام الحاسوب في التدريس على التحصيل الدراسي لطلبة المدارس الثانوية في بلد ما، فإن مجتمع البحث هو كافة طلبة المرحلة الثانوية في ذلك البلد. ومما هو معروف فإنه لا يمكن إجراء الدراسة على جميع مفردات المجتمع في معظم الدراسات؛ لأن ذلك يحتاج جهودا كبيرة وووقتا طويلا وتكاليف باهظة من غير الممكن توفيرها؛ ولذلك يتجه الباحث إلى اختيار عينة مُمَثِّلة من المجتمع الإحصائي الخاضع للدراسة.
ما هي العينة؟
تُعرَّف عيّنة البحث بأنها “مجموعة جزئية من المجتمع الإحصائي لها نفس خصائصه الأصلية ، ويكون الغرض منها الحصول على معلومات مرتبطة بالمجتمع عن طريق اختيار عدد معين من المفردات التي تمثل المجتمع لإجراء الدراسة عليها، وتعميم النتائج على مجتمع البحث فيما بعد”.
أنواع العينات
تختلف أنواع العينات باختلاف الطرق العلمية التي يتم اختيارها بالاعتماد عليها، وتتفق جميعها على أنها تهدف إلى تمثيل جميع خصائص مفردات المجتمع الأصلي. ومن أهم أنواع العينات ما يلي:
العينة العشوائية البسيطة
تشير العينة العشوائية البسيطة إلى مجموعة محدودة يتم اختيارها من المجتمع الإحصائي، حيث يكون لها نفس فرصة الاختيار كعينة من ذلك المجتمع؛ بمعنى أن جميع أفراد المجتمع لهم فرصة في أن يتم اختيارهم ضمن العينة. ويرجع سبب ذلك إلى أن المجتمع المتجانس إذا اختيرت منه عينة بأي طريقة فإنها تستطيع أن تمثله وأن تظهر فيها جميع خصائصه ومميزاته. ومثال ذلك، سوق ملابس الأطفال
العينة الطبقية
يستخدم الباحث العينة الطبقية في حالة معرفة التركيب النسبي للمجتمع الأصلي، وعندما يكون هذا المجتمع مكوناً من عدة طبقات بينها اختلاف واضح من حيث أحدى أو مجموعة من الخصائص. ويتم اللجوء إلى طريقة العينة الطبقية حرصاً من الباحث على أن تُمَثَّل جميع تلك الطبقات في العينة المُختارة. وعادة تكون العينة الطبقية متباينة فيما بينها ومتجانسة في داخلها، مثال ذلك: سوق ملابس به عدة أقسام: قسم الأطفال، قسم الرجال، قسم النساء؛ فهذه الأقسام هي عبارة عن طبقات يجب أن يتم اختيار مفردات العينة منها جميعا لكي تكون ممثلة للمجتمع الإحصائي.
العينة العنقودية
وهي تختلف عن العينة الطبقية في مبدأ العناقيد؛ بحيث تكون العناقيد متباينة في داخلها ومتجانسة فيما بينها، أي على العكس من العينة الطبقية. فلو أخذنا نفس المثال في العينة الطبقية، يكون هنا شكل السوق بدون أقسام؛ أي أن الملابس توجد في محل واحد به الأطفال، والرجال، والنساء، وهذا هو المقصود بأن العناقيد متباينة في داخلها. أما المقصود بالمتجانسة فيما بينها كأن تكون هنالك عدة أسواق بهذا الشكل، وبالتالي يمكن أن تأخذ جميع حاجياتك من مكان واحد. وهذا ما يحدث في حالة العينة العنقودية. فالعنقود الواحد نجد فيه جميع خصائص أفراد المجتمع ولا نحتاج أن نختار من كل العناقيد؛ أي يمكن الاستغناء عن البقية لأنها تحمل نفس الخصائص. وهذا لا يحدث في العينة الطبقية حيث تقسم الطبقات على أساس خاصية واحدة محددة لا تتوفر في الطبقات الاخرى، لذا لا بد من الاختيار من كافة الطبقات (الأقسام) لتجد كل ما تحتاج إليه ولا تستطيع أن تستغني عن أي طبقة أو قسم.
العينة المنتظمة
يكون اختيار المفردات هنا على أساس تقسيم العدد الكلي للمجتمع على حجم العينة المطلوبة، ومن ثم توزيع مفردات المجتمع الأصلي وبشكل متساوٍ ومنتظم على الرقم الناتج من ذلك التقسيم. مثلاً: إذا كان العدد الكلي للمجتمع هو (3000) طالب وطالبة وهو رقم يمثل عدد الطلبة في جامعة أو كلية ما، وكانت العينة المطلوبة هي (150) طالب وطالبة فقط فيكون توزيع المفردات الكلية الأصلية للمجتمع على الشكل الآتي: 3000÷150=20 وعلى هذا الأساس يتحدد رقم عناصر مفردات العينة؛ أي اسم الطالب الأول يكون أقل من الرقم(20) وليكن (3) مثلاً ثم يبدأ الباحث بتوزيع العينة على بقية الأسماء بالشكل الآتي: أول رقم هو(3)، أما الرقم الثاني فهو(3+20=23) والثالث (43)، ثم (63) ثم (83) ثم(103) …الخ حتى تصل إلى (2983). وبهذا المنطق نكون قد أعطينا فرصة لكل فرد من أفراد المجتمع أن يكون ضمن أفراد العينة وبشكل منتظم.
وبغض النظر عن نوع العينة وكيفية اختيارها، فإنه ينبغي التأكد دائما من أن مفردات العينة تمثل المجتمع الإحصائي تمثيلاً صحيحًا ودقيقًا، وبخلاف ذلك لن يكون من الممكن تعميم النتائج التي يتم التوصل إليها عن طريق دراسة العينة على المجتمع الإحصائي بصورة عامة.