مرحلة اختيار موضوع البحث العلمي
مرحلة اختيار موضوع البحث العلمي
في بداية مرحلة اختيار موضوع البحث العلمي، من المهم أن نعرف بأن أصالة أي دراسة علمية تنبع من اختيار الموضوع بشكل صحيح.
فهذه الخطوة هي الخطوة الأهم التي يمكن اعتبار أن نجاح الباحث العلمي فيها، يعني أنه اجتاز نصف نجاح بحثه العلمي.
علماً أن اختيار الموضوع له عدة معايير منها الموضوعية المرتبطة بالموضوع بحد ذاته، ومنها الشخصية المرتبطة بالباحث وميوله وشغفه وقدراته.
إن هذه العملية ليست مهمة سهلة، فالباحث مطالب من خلال البحث العلمي إبراز كل إمكانياته ومهاراته وإبداعاته، وأن يغطي دراسته بشكل شامل، وأن يدعمها بالبيانات والحقائق التي تمنح الدراسة الموضوعية العلمية والدقة.
إن البحث العلمي هو أحد أهم الوسائل للازدهار والنمو، وهو العامل الرئيسي في رفعة الامم وتطورها وتقدمها.
وقد شهدنا في العقود الأخيرة، انتشار كبير واعتماد هائل على الابحاث العلمية، وبالخصوص مع ما وصلت اليه شبكة الانترنت من تطور، ساهم في انتشار الابحاث العلمية والاطلاع عليها بكل سهولة.
وقبل الدخول في فقرات هذا المقال من المفيد الإشارة الى ان منصة sat تقدم عبر كادرها الكبير والمحترف والمتخصص بمختلف المجالات العلمية، تقدم مختلف الخدمات المرتبطة بالأبحاث ورسائل الماجستير والدكتوراه.
ومن ضمن أهم هذه الخدمات خدمة المساعدة على اختيار موضوع البحث العلمي الاصيل والحديث، الذي تتوافر له المصادر والمراجع الكافية لإثراء البحث.
مرحلة اختيار موضوع البحث العلمي:
نحن نتحدث عن الخطوة الأولى التي يقوم بها الباحث في سبيل إعداد وإخراج البحث، والتي يجب ان تتم بكل حرص وعناية.
حتى لا يضطر الطالب أو الباحث العلمي لاحقاً أن يغير من موضوع البحث العلمي، ويخسر الوقت والجهد وربما المال.
كيفية اختيار موضوع الدراسة العلمية:
إن اختيار الموضوع هو الأمر الاساسي الذي يتوقف عليه نجاح البحث، وبالتالي إن اختياره يجب ان يخضع للعديد من الاعتبارات الشخصية والعلمية، ومن أهمها:
أولا: الاعتبارات الشخصية:
- على الباحث عند اختيار الموضوع أن يختار موضوع يحبه ويميل اليه، فهذا سيكون عامل مساعد على اجتناب الملل، وبذل كل الجهود الممكنة لنجاحه والوصول به الى حلول ونتائج صحيحة مثبتة بالأدلة والبراهين.
- من الاعتبارات الشخصية التي يجب ان يأخذها الباحث العلمي بالاعتبار عند اختيار موضوع البحث العلمي، قدراته العلمية وهل هو يمتلك المعلومات التي تساعده على إنجاز دراسته، وهل الكفاءة العلمية التي يحتاجها البحث متحققة في الباحث.
- من الضروري كذلك أن يعرف الباحث حدود ذكائه وقدراته العقلية، وهل البحث يقع ضمن هذه الحدود، فهل هو سيكون قادر على الملاحظة الدقيقة ومعرفة الاسباب.
وهل سيتمكن من وضع الفروض ودراستها لاستخراج النتائج الدقيقة المبرهنة بالأدلة والبراهين، وهل يمتلك الموضوعية والمقارنة والتحليل لهذا الموضوع العلمي الذي قام باختياره ليكون مشكلة دراسته العلمية.
- أما الأمر الآخر من الاعتبارات الشخصية فيتعلق بالمهارات الشخصية للباحث العلمي، ومنها الشجاعة والمثابرة والصبر وتقبل النقد الصحيح الذي يرتقي بالبحث العلمي.
وأن يمتلك القدرة على التخطيط والتنظيم ومعرفة اللغة التي تساعده على انجاز البحث.
- قبل البدء بالدراسة العلمية يجب أن يكون هناك دراسة مالية، توضح قدرة الباحث على تغطية دراسة البحث بالشكل الأمثل، أو أن يوفر مؤسسة أو شخص ممول يمكنه تأمين ما يحتاجه البحث العلمي من تكاليف مادية.
ثانياً: الاعتبارات الموضوعية المرتبطة بالبحث العلمي:
من خلال بحث حول مرحلة اختيار موضوع البحث العلمي، نجد إن المعايير الموضوعية مرتبطة بنوعية الدراسة وهل موضوع البحث له بعد تطبيقي، أم هو ذو بعد نظري.
ومن الضروري أن يكون الباحث على إدراك كامل لقيمة واهمية الموضوع من الناحية العلمية، وأن يتميز بالاستقلالية والأصالة، ومن أهم المعايير في اختيار موضوع البحث العلمي:
-
أن يكون الموضوع متناسب مع التخصص العلمي للباحث العلمي:
وهذا الأمر من الامور البديهية لا يمكن نجاح الباحث في أي دراسة هارج تخصصه العلمي.
-
قيمة الموضوع العلمي وأهميته:
فلا يمكن قبول أي دراسة ليس لها اهمية أو فائدة لتخصصها العلمي خصوصاً او للمجتمع بشكل عام.
-
حداثة وأصالة موضوع البحث العلمي:
تظهر قيمة وأهمية موضوع البحث، بأن يتم اختيار موضوع حديث فيه الكثير من الابتكار والتجديد، وأن يواكب التطورات العلمية أو المجتمعية.
وبالتالي يفترض اختيار مسألة لم يتطرق لها أي باحث علمي من قبل، أو اختيار موضوع تمّ بحثه سابقاً، لكنه بحاجة الى تطوير أو نقد أو دراسة أعمق.
علماً أن قيمة الموضوع وأهميته تظهر من خلال الإشكالية أو الظاهرة التي يدرسها، ومدى قيمتها وارتباطها بمشكلات ذات أهمية كبيرة.
من الضروري أن نشير عبر مقال بحث حول مرحلة اختيار موضوع البحث العلمي، عن ضرورة أصالة واستقلالية البحث، وأن يستند الى آراء مستحدثة وأفكار جديدة.
وأن تكون الدراسة العلمية مستحدثة، تعني ان لا يكتفي الباحث العلمي فيها بالترجمة أو النقل أو التكرار، فلا يكون الموضوع مجرد تجميع وتكديس للمعلومات بصورة عبثية.
فلا يكون الاعتماد فقط على المعلومات او الآراء السابقة لتأكيد كلام الباحث، بل أن يعتمد عليها في بناء رأيه الموضوعي الخاص.
كما تظهر أصالة البحث العلمي من خلال العنوان الذي اختير له، والإشكالية أو الظاهرة التي يدرسها، وكيفية تقسيم البحث.
-
توافر المصادر والمراجع الكافية للبحث العلمي:
على الباحث أن يتأكد قبل البدء بالمراحل التنفيذية لدراسته، من أن اختيار موضوع البحث العلمي قد جرى بصورة صحيحة، وبأن الدراسات السابقة المرتبطة كلياً أو جزئياً بموضوع البحث العلمي متوافرة بشكل كافي وكبير.
فإن كانت هذه المراجع والمصادر قليلة، عليه تجنب دراسة هذا الموضوع والالتفات الى دراسة موضوع آخر، لأن قلة المصادر تعيق عمل الباحث ويصبح بحثه قاصر.
وذلك بعكس البحث الذي تتعدد مراجعه ومصادره، فذلك يثري الدراسة ويمنحها المزيد من الأهمية والقيمة.
وهنا لا بدّ لنا من الإشارة الى أهمية توثيق المصادر والمراجع، وفق إحدى الطرق العلمية الأكاديمية المعروفة عالمياً.
لأن هذا الامر يحمي حقوق الباحثين السابقين ويضمن الأمانة العلمية، كما أنه يساهم في منع السرقة الادبية، ويظهر المجهودات التي بذلها الباحث العلمي في دراسته.
بالإضافة الى ان التوثيق الاكاديمي للدراسات السابقة، يسمح للقارئ العودة بسهولة الى المصدر، سواء للتوسع في معرفة معلومة معينة، او للتأكد من صحتها، كما أنه يظهر قيمة وموثوقية مصادر ومراجع البحث العلمي.
نصائح حول مرحلة اختيار موضوع البحث العلمي:
من خلال فقرتنا الأخيرة من مقالنا بحث حول مرحلة اختيار موضوع البحث العلمي، سنمر على بعض النصائح التي نجدها مفيدة لكم:
- على الباحث العلمي أو الطالب قبل اختيار موضوع البحث أن يوسع من القراءة في تخصصه العلمي.
- الاطلاع الواسع على قواعد البيانات والفهارس وكل ما هو مرتبط بالرسائل والأبحاث العلمية الحديثة المرتبطة بتخصصه العلمي.
- الاستفادة من توصيات الباحثين العلميين، سواء في أبحاثهم أو الندوات والمؤتمرات العلمية التي يحضرونها.
- اختيار الموضوع العلمي القيم والمفيد، والذي يخدم التطور العلمي أو يحل مشاكل المجتمع.
- أن يقدم الإضافة العلمية، فلا يكون مجرد تكرار وإضاعة للوقت.
- أن يتميز بالإضافة العلمية والابتكار، وبالخصوص في أبحاث الدراسات العليا (ماجستير او دكتوراه).
- أن تكون المصادر التي يستمد الباحث العلمي مادته منها متوافرة.
- الابتعاد عن الموضوعات الإشكالية التي تجلب المشاكل للطالب أو الباحث العلمي، مما يعيق تنفيذ الدراسة العلمية.
- أن لا يكون موضوع البحث العلمي متناقضاً مع العقائد السماوية، او تقاليد وأعراف المجتمع.
- أن لا يتم اختيار موضوع يثير الرأي العام، أو يخدش الحياء، أو يتدخل بالتوجهات السياسية للبلد الذي يعيش فيه الباحث، فهذا سيؤدي حتماً الى فشل الدراسة.
- أن تتم صياغة الموضوع من خلال عنوان بحث علمي دقيق، بحيث يشمل الموضوع من جميع جوانبه، وأن يجد القارئ في متن الدراسة منهجية واضحة، بحيث تكون جميع المباحث والفصول والأبواب مرتبطة في موضوع البحث العلمي.
وبذلك نكون قد اطلعنا على الشروط الشخصية والموضوعية لاختيار الموضوع، كما أننا عرضنا لبعض النصائح المساعدة في اختياره، آملين أن نكون قد نجحنا في تقديم مادة علمية مميزة..
للاستفسار أو طلب الخدمة تواصل عبر واتس آب: